صومي بين نفسي وأنا

صومي بين نفسي وأنا

صومي إن الصيام لكِ زهد
مكتوبٌ عليكِ أن تصومي عن كل أمةٍ وعبد
صومي عن كل أحلام .. عن كل الخِصام والأنام
إن للعشق والأشواق في قلبكِ حكم بالإعدام
تُصافحي الهجر على أيادي الغدر ..
واصفحي حتى تولد الآلام
صومي عن الكلام ..عن النظر
عن حروبك وعن الاستسلام
وسافري عن أي حديث يُعَذّبه لو فيه ملام

صومي عن الدمع إن عيناكِ تتكلم بلا دموع
لغة البكاء قدمت أنهار لا تقبل النشوع
فالأجفان تعطش .. والأمطار جفت عنها كل النبوع
توسدي الأمان على أيادي الصوم
وأغمضي عيناكي عن كل شمس تنوي السطوع

صومي عنه إن الأحزان تسكن فيكِ كل مكان
صومي بأمرهِ فهو بريءٌ وربي
ولكن قلبك على قلبه هان
صومي فإن الصوم فيه باقٍ وكل شيء فيكِ فان

صومي وادي مناسك حبك فيه للنهاية
فقد قَبِلْتي رهان العذاب من البداية
صومي إن قُبلات التوسل لا تشفع في البلايا
فأنت من جعلتي قلبك جعبةً تحوي دموع الصبايا
صومي ولا تلومي .. إن الصيام لكِ غاية

صومي إن الفؤاد يعتصر صمتًا
وإن الصوم يبدل كل ما في جسدك حتمًا
لا يعيش ولا يموت إن الرضا من علاماته السكوت
إن الصمت مكتوب فيه .. من كل نوافذ الحياة موت

صومي عنه .. وهذا منكِ وعد
من كان ابن وأخ وأب وحبيب وصديق وزوج...
كان لكِ كل شيء
هل نسيتي؟؟! أم أن ليس لَكِ عهد
نعم يكفيني أنه هو يكفيني أنه أنت
لا تصرخي بربك أصمتي لا تقولي عُد

صومي واحملي وحدك كل وزر
ليت الصوم يفتح لك باب دواءه الصبر
وهل تخر مشاعرك راكعة ساجدة
نائمة تائهة وثملة على هذا الصدر
أحضني وصومي وعيشي وموتي
إن نهايتك قد تكون على هذا القبر

لا لا بل أنا أحبه كثيرًا .. أحب كل مُرٌ فيه دون حل
أحبه بدون أي حساب .. بكل ما فيه دون فصل
كل أجزاءه تسعي فيا كي تذل .. وأنا لازلت أحبه وسأظل
وقد كسرت حواجز الصوم فيه
وأفطرت لأجله على الكل
وأنا على عيناه كل يوم أطل
وهل تهدأ ناري التي أوقدها الصيام
أم تطفئها ماء قلبه الذي قل
لا ... بل تصومي ولن تجودي إلا بالصيام