عدد المساهمات : 1383 تاريخ التسجيل : 30/09/2012 العمر : 30 الموقع : 6 October City
موضوع: تأمل في التوكل الجمعة مارس 01, 2013 5:57 pm
تأمل في التوكل......فقط لمن كان يعقل...!!!!!؟
اجتمعت عليك همومك....؟؟ وتفرق قلبك في كل واد وتفكيرك..؟؟ احترت فيما نزل بك ...وما أشكل عليك....؟؟ اغلقت الأبواب في وجهك أينما اتجهت..؟؟ ضاقت عليك الأرض بما رحبت...؟؟ أنت ضعيف ...أنسيت ذلك...؟؟ اتريد الحل...؟؟
فوض أمرك إليه ..... فهو معنى التوكل عليه.... اعترف بأنك لاتملك حولا ولا قوة ولا علما.... وأن الله كافيك وقائم على أمورك ومصالحك... لينطرح قلبك بين يدي ربك ...ومولاك والعالم بأمرك..... كانطراح الميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء... واسترسل مع الله فيما قدره لك وقضاه... وسلم لمولاك وأعلن رضاك ... وردد : ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَـادِرُونَ )
إن توكلك على الله ليس باللسان .... بل برضاك عن ربك بما فعل بك...... تعلق به في كل حال لا في الشدائد فحسب .... بل حتى في النعم إذ يرزقك من حيث لا تحتسب... سبحان الله...أتشك في الله أن لا يختار لك ما هو أصلح بك...؟؟ إن هذا لا يليق بك مع الملوك ...فكيف بملك الملوك...؟؟ حرك جوارحك واعمل الأسباب الظاهرة ... ولكن ليسكن باطنك ... برضاك عن ربك..
لا توكل صحيح بدون عمل بالأسباب وإنما المطلوب : ********************************************* قطع علائق القلب بغير الرب ....وأن تبذل السبب... توكل عليه....وستجد ما وعدك به... وسلم له...وسترى فعله...وفوض أمرك إليه وستشاهد حكمته...
إن بداية الطريق إليه...وشرط التوكل عليه أن تعرفه إذ كيف تتوكل على من تجهله...؟؟ فهل عرفت قدرته...؟؟ وهل عرفت كفايته وقيوميته... هل عرفت أن الأمور تبدأ منه وتنتهي إليه.. وهل عرفت أنه لا يكون شئ إلا بعلمه وحكمته...؟؟ وهل تعلق قلبك بأسمائه وصفاته...
ستكتشف بعدها أنك : ****************** كلما قويت معرفتك بالله قوي توكلك عليه...
إن من شرط التوكل أيضاً : ************************ أن تعمل بالأسباب ولا تنفيها ... فقد قضى الله عزوجل بحصول أي أمر لك إذا فعلت سببه.... فقد قضى بالشبع لمن أكل وبالرِّي لمن شرب.. فمن اعتمد على الأسباب ضل وزل.. إذ لم يعتمد على الله عز وجل... ومن نفاها وأنكرها لم يعرف طريق التوكل على ربه... بل اتهمه في عقله....
من شرط التوكل عليه : ********************* صحة التوحيد وسلامة المعتقد... فبقدر توحيد القلب.... يكون التوكل على الرب.... ومتى التفت القلب لغير الله.... وكله إليه الله...
متى يسكن قلبك .... راضيا عن ربك فيما قضى لك...؟؟ إذا أقبلت إليك الدنيا فلا تبالي بها ولا تتعلق بها ...!!! فقد وكلَّت ربك في تدبير شؤونك... وإذا أدبرت عنك وولت وتخلت.... فاعلم أنك وكلت من بيده خزائن السماوات والأرض.. يا أيها المتوكل الراضي عن ربه...تذكر أنك في حفظ الله وحصنه.. فلماذا يضطرب قلبك عندما ترى عدوك...أنسيت أنك في الحصن..؟؟
ما نقص توكلك على الله إلا بسوء ظنك بالله... وما قوي توكلك إلا بحسن ظنك في ربك... فأحسن الظن فيه...يكن عند ظنك به...
هيا استسلم لله فيما دبره لك وفيما فعله بك... واعمل ما أمرك بفعله واترك ما دعاك لتركه... تكن متوكلا عليه راضيا به... انظر إلى طفلك ...كيف تعلق بك ووكل كل أمره لك... فضعفه وقلة حيلته وعجزه جعله يفوض فيك أمره... ولعلمه بشفقتك به ورحمتك وحسن كفايتك وولايتك.. أعظم من عنايته هو بنفسه.. فكن كذلك مع ربك.... وفوض له جميع أمرك... وتذكر الطير في السماء وتوكله على الله.. قَالَ رَسُولُ الله: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً» .
لمحة خاطفة سريعة... في سيرة صاحب الشريعة.. ******************************************* تأمل معي فيها ما قاله سيد المتوكلين على الله .... رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة : (اللَّهمَّ إني أستخيرُكَ بعلمك، وأستَقدِرُكَ بقُدرَتِكَ، وأسألُكَ من فضلكَ العظيمِ،فإنَّكَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علاَّمُ الغُيوب. اللَّهمَّ إن كنتَ تَعلمُأنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري ـ أو قال: عاجِل أمري وآجلِهِ ـ فاقدُرْهُ لي، ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ باركْ لي فيه. وإن كنتَ تَعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري ـ أو قال: في عاجل أمري وآجله ـ فاصرِفهُ عَنّي واصرفني عنهُ،واقدُر لي الخيرَ حيثُ كان، ثمَّ أرضني به ) انظر إلى التوكل منه قبل الفعل .... والرضا منه بعد الفعل... انظرالى التبرؤ من الحول والقوة والعلم... نعم لقد توكل عليه في كل شئ صلى الله عليه وسلم... انظر إليه يقوم بالأسباب المنوطة به والواجبة عليه.... ثم يمد يديه : ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) وها هو يقوم ليله مناجٍ ربه: (اللهمَّ لك أسلمتُ وعليك توكلتُ وبك آمنتُ وإليك أنبتُ ) وكَانَ إذَا رَكَعَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ أَنْتَ رَبِّـي خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَدَمِي وَلَحْمِي وَعَظْمِي وَعَصَبِـي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ». وكان يقول : «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ . وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ. وَبِكَ خَاصَمْتُ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي. أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ. وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ». كان إذا خرج من بيته قال: «بِسْمِ الله تَوَكَّلْتُ عَلى الله، اللّهُمَّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ أو نظلم، أَوْ نُظْلِمَ، أَوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنا» .
أخيراً... اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك برحمتك يا أرحم الراحمين