عدد المساهمات : 1383 تاريخ التسجيل : 30/09/2012 العمر : 30 الموقع : 6 October City
موضوع: شخصية المستقبل للأبناء تعتمد على معاملة الوالدين الجمعة مارس 01, 2013 12:29 pm
شخصية المستقبل للأبناء تعتمد على معاملة الوالدين
ان ادراك الأبناء لمعاملة والديهم يتمثل في نظرتهم الى المواقف التي تحدث بينهم وبين آبائهم من خلال تفاعلهم معا وكيفية تربيتهم والأساليب التي اتبعها الآباء تجاههم وكيفية تقدير الأبناء لهذه المعاملة اذ ان نظرة الرفض او القبول واللامبالاة او التحكم الزائد والمساواة او التفرقة تؤثر جميعها على شخصية الأبناء.
وكشفت دراسة اكاديمية أن المعاملة التي يتلقاها الأبناء من والديهم ذات علاقة وثيقة بما ستكون عليه شخصياتهم وسلوكهم وقيمهم وتوافقهم النفسي والاجتماعي في المستقبل.
وذكرت الدراسة التي أعدتهاالاستشارية النفسية في مكتب الانماء الاجتماعي التابع لديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الدكتورة سعاد البشر وأستاذ الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان أن وجود علاقة والدية سيئة مع الأبناء قد يكون أحد المنبئات بوجود مشكلات نفسية كالقلق والاكتئاب. بحسب كونا.
وأوضحت الدراسة التي تحمل عنوان "ادراك الأبناء السلبي للمعاملة الوالدية وعلاقته بكل من القلق والاكتئاب" أن الأبناء الذين يدركون أن والديهم يفرضون عليهم أسلوب التحكم الزائد والتدقيق في كل كبيرة وصغيرة تخصهم قد تلغي لديهم مهارات التواصل الفعال والايجابي ويكونون أشخاصا معتمدين على الآخرين في الاختيار والانجاز والتعامل.
وأضافت الدراسة التي أجريت على عينة عشوائية قوامها 108 طلاب من الجنسين من كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ان الاعتماد الكلي على الوالدين قد تظهر جوانبه السلبية في مرحلة المراهقة وهي الفترة التي يحاول فيها الفرد الاستقلال برأيه وبأفكاره فينعكس ذلك سلبا عليه فيبدأ بالتخبط عند اتخاذه للقرارات وعند اختياره للأصدقاء فيشعر بعدها بالفشل وينخفض احترامه لذاته وتقل ثقته بنفسه.
وبينت الدراسة أن أسلوب اللامبالاة الذي يتبعه بعض الآباء قد يكون ادراك الأبناء له سببا في الشعور بعدم الأمان والخوف من المجهول والتذبذب في المشاعر والوجدان مما ينعكس ذلك على شخصياتهم فيكونون مندفعين نحو القيام بسلوكيات متهورة للفت انتباه الآخرين لهم.
وبينت أن ادراك الأبناء لأسلوب القسوة والاساءة والعنف له أثر بالغ عليهم حيث يولد لديهم الشعور بالتوتر والضيق والهيجان والغضب الجامح.
وذكر معدا الدراسة دكتور البشر ودكتور القشعان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن لكل أسلوب من أساليب المعاملة الوالدية انعكاساته الايجابية والسلبية على الأبناء في بعض جوانب شخصياتهم مشيرين الى أن نوع الأساليب وشدتها تتغير تبعا لمتغيرات عديدة منها الانطباعات البيئية والرضا الزواجي والعلاقات بين الوالدين والضغوط التي يتعرضان لها وغيرها من المتغيرات.
وأضافا ان ادراك الأبناء لمعاملة والديهم يتمثل في نظرتهم الى المواقف التي تحدث بينهم وبين آبائهم من خلال تفاعلهم معا وكيفية تربيتهم والأساليب التي اتبعها الآباء تجاههم وكيفية تقدير الأبناء لهذه المعاملة اذ ان نظرة الرفض أو القبول واللامبالاة أو التحكم الزائد والمساواة أو التفرقة تؤثر جميعها على شخصية الفرد.
ولاحظا أن ادراك الأبناء الايجابي لقبول والديهم لهم يساعد على تنمية شخصية ايجابية لديهم وعلى النقيض من ذلك فان الادراك السلبي المتمثل في رفض الوالدين للأبناء يكون سببا في ظهور صفات سلبية في شخصيتهم مستقبلا .
وأفاد الباحثان أن أحد أكثر الفروض االسريرية لانتشار أعراض القلق والاكتئاب هو عدم وجود الكفاية من الدعم الأسري من قبل الآباء لأبنائهم مشيرين الى أن بعض الأشخاص المصابين بالقلق والاكتئاب أقروا في بعض الدراسات بوجود علاقة سلبية بينهم وبين والديهم الى جانب تلقيهم لمعاملة سيئة اتسمت بالاهمال أو الحماية الزائدة.
وأضافا ان الأمن العاطفي والتواصل والتفاعل الحسي للطفل أمر مطلوب لتكوين الثقة بنفسه وللوصول الى الاستقلالية الذاتية له وغياب هذا الدعم الحسي والعاطفي يؤدي لاضطراب شخصيته. وخلص الباحثان في ختام الدراسة الى تأكيد أهمية تنبيه أولياء الأمور على ضرورة منح العطف والحب والحنان واستخدام أفضل الوسائل التربوية في التعامل مع أبنائهم حتى تكون وسيلة للحد من ارتفاع عدد المصابين بأعراض القلق والاكتئاب.
كما أوصيا بلفت انتباه أفراد المجتمع الى وجود مثل هذه الاضطرابات المتعلقة بالإدراك السلبي للمعاملة الوالدية وتنظيم المحاضرات والندوات التثقيفية وذلك لزيادة الوعي الصحي النفسي.